فصل: وتوفي تاج الدين إسحاق بن عبد الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 وتوفي تاج الدين إسحاق بن عبد الكريم

وكان أولًا يدعى عبد الوهاب ناظر الخاص الشريف في يوم الاثنين مستهل جمادى الاخرة‏.‏

وكان أصله من أقباط مصر يخدم في الدواوين ثم صار ناظر الدولة ثم باشر نظر الخاص بعد كريم الدين الكبير فباشر بسكون وحشمة وانجماع عن الناس مع حسن سياسة إلى أن مات‏.‏

وتولى الخاص بعده ابنه شمس الدين موسى الذي وقع له مع النشو ما وقع من العقوبات والمصادرات ومد الله في عمره إلى أن رأى نكبة النشو وقتله على ماسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في محله من هذا الكتاب على سبيل الاختصار‏.‏

وقد استوعبنا أمر موسى المذكور في المنهل الصافي بما فيه عجائب وغرائب فلينظر هناك‏.‏

وتوفي التاجر تاج الدين أبو بكر بن معين الدين محمد بن الدماميني رئيس تجار الكارم في ثالث عشرين جمادى الآخرة وقد قارب ثمانين سنة وترك مائة ألف دينار عينًا‏.‏

قلت‏:‏ ولعله يكون والد الدمامينية الشاعر والقاضي وغيرهما الآتي ذكرهما‏.‏

وتوفي ملك الغرب صاحب فاس ومراكش أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق في ذي الحجة وقام من بعده ابنه السلطان أبو الحسن علي‏.‏

وكانت مدة عثمان هذا على فاس وغيرها من بلاد الغرب إحدى وعشرين سنة‏.‏

وتوفي الشيخ المسند شرف الدين أبو الحسين أحمد بن فخر الدين عبد المحسن بن الرفعة بن أبي المجد العدوي‏.‏

وأبوه عبد المحسن إليه ينسب جامع بن الرفعة بين مصر والقاهرة‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العلامة فخر الدين أبو عمرو عثمان بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان المارديني الحنفي الشهير بالتركماني فى ليلة السبت حادي عشر رجب‏.‏

وكان إمامًا عالمًا بارعًا مفتنًا تصدر للإفتاء والتدريس سنين عديدة وكان معظمًا عند الملوك‏.‏

درس بالمنصورية من القاهرة وشرح الجامج الكبير وسمع الكثير وكان مقدمًا على أقرانه فصيح العبارة عالمًا باللغة والعربية والمعاني والبيان شيخ السادة الحنفية في زمانه‏.‏

وهو والد قاضي القضاة علاء الدين والعلامة تاج الدين أحمد وجد جمال الدين عبد الله بن علي وعبد العزيز بن علي‏.‏

وتخرج عليه خلائق كثيرة وانتفع به الناس‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وأصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

والله السنة الثالثة والعشرون من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر وهي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير الوزير علاء الدين مغلطاي بن عبد الله الجمالي كان يلقب بخرز عند نزوله من العقبة عائدًا إلى الديار المصرية في يوم الأحد سابع عشر المحرم فحمل ميتًا إلى القاهرة ودفن بخانقاته في يوم الخميس حادي عشرين المحرم‏.‏

وكان أصله من مماليك الناصر محمد بن قلاوون صاحب الترجمة وكان من خواصه وخاصكيته ثم أنعم عليه بإمرة ثم نقله على إمرة بهادر الإبراهيمي نقيب المماليك دفعة واحدة وندبه لمهماته ثم ولاه أستادارًا فعظم أمره ثم نقله إلى الوزارة وحكمه في جميع المملكة فحسنت سيرته وساس الناس وأبطل مظالم‏.‏

وكان جوادًا عاقلًا عارفًا حشمًا يميل لفعل الخير‏.‏

انتفع به جماعة كثيرة في ولايته لأنه كان يأخذ على ولاية المباشرات المال فقصده الناس لذلك‏.‏

وكان شأنه إذا ولى أحدًا وجاء من يزيد عليه عزله وولى من زاد بعد أن يعلم أن المعزول قد استوفى ما قام له به من المال ومن لم يستوف ذلك لم يعزله‏.‏

ولم يصادر أحدًا في مدة ولايته وهذا من العجب ولاظلم أحدًا بل كانت أيامه مشكورة‏.‏

وكان المستولي عليه مجد الدين إبراهيم بن لفيتة‏.‏

وخلف الأمير فغلطاي المذكور عدة أولاد من زوجته بنت الأمير أسندمر كرجي نائب طرابلس‏.‏

وإليه تنسب المدرسة الجمالية بالقرب من درب ملوخيا داخل القاهرة بالقرب من داره‏.‏

وتوفي الملك المؤيد عماد الدين أبو الفداء إسماعيل صاحب حماة بن الملك الأفضل علي بن الملك المظفر محمود بن الملك المنصور محمد بن الملك المنصور عمر بن شاهنشاه بن أيوب الأيوبي في ثالث عشرين المحرم‏.‏

وتولى حماة بعده آبنه الملك الأفضل وقد تقدم ذكر قدومه على الملك الناصر وولايته لحماة بعد وفاة أبيه المؤيد هذا‏.‏

انتهى‏.‏

وكان مولد الملك المؤيد في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وستمائة وحفظ القرآن العزيز وعدة كتب وبرع في الفقه والأصول والعربية والتاريخ والأدب والطب والتفسير والميقات والمنطق والفلسفة مع الاعتقاد الصحيح‏.‏

وكان جامعًا للفضائل وصار من جملة أمراء دمشق إلى أن خدم الملك الناصر محمدًا عند خروجه من الكرك في سلطنته الثالثة‏.‏

فلما تم أمره أنعم عليه بسلطنة حماه بعد الأمير أسندمر كرجي وقد تقدم ذلك كله في صدر ترجمة الملك الناصر وجعله صاحب حماة وسلطانها‏.‏

وقدم على الناصر القاهرة غير مرة وحج معه وحظي عنده إلى الغاية حتى إن الملك الناصر رسم إلى نواب البلاد الشامية بأن يكتبوا له‏:‏ يقبل الأرض فصار تنكز مع جلالة قدره يكتب له‏:‏ يقبل الأرض و بالمقام الشريف العالي المولوي السلطاني العمادي الملكي المؤيدي‏.‏

وفي العنوان‏:‏ صاحب حماة‏.‏

ويكتب السلطان الملك الناصر له‏:‏ أخوه محمد بن قلاوون أعز الله أنصار المقام الشريف العالي السلطاني الملكي المؤيدي العمادي بلا مولوي‏.‏

وكان الملك المؤيد مع هذه الفضائل عاقلًا متواضعًا جوادًا‏.‏

وكان للشعراء به سوق نافق‏.‏

وهو ممدوح الشيخ جمال الدين بن نباتة مدحه بغرر القصائد ثم رثاه بعد موته‏.‏

ومن جملة مدائحه له‏:‏ الكامل‏:‏ أقسمت ما الملك المؤيد في الورى إلا الحقيقة والكرام مجاز هو كعبة للفضل ما بين الندى منها وبين الطالبين حجاز ولما مات رثاه بالقصيدة المشهورة التي أولها‏:‏ البسيط ما للندى ما يلبي صوت داعيه أظن أن بن شادي قام ناعيه ما للرجاء قد اشتدت مذاهبه ما للزمان قد اسودت نواحيه ما لي أرى الملك قد فضت مواقفه ما لي أرى الوفد قد قاضت مآقيه نعى المؤيد ناعيه فوا أسفا للغيث كيف غدت عنا غواديه واروعتا لصباح من رزيته أظن أن صباح الحشر ثانيه واحسرتاه لنظمي في مدائحه كيف استحال لنظمي في مراثيه أروي بدمعي ثرى مللث له شيم قد كان يذكرها الصادي فترويه أذيل ماء جفوني بعده أسفا لماء وجهي الذي قد كان يحميه جار من الدمع لا ينفك يطلقه من كان يطلق بالإنعام جاديه ومهجة كلما فاهت بلوعتها قالت رزية مولاها لها‏:‏ إيه ليت المؤيد لا زادت عوارفه فزاد قلبي المعنى من تلظيه ليت الحمام حبا الأيام موهبة فكان يفني بني الدنيا ويبقيه ليت الأصاغر يفدى الأكبرون بها فكانت الشهب في الآفاق تفديه والقصيد أطول من هذا تزيد على خمسين بيتًا‏.‏

وله فيه غير ذلك‏.‏

وقد تقدم من ذكره في المنهل الصافي أشياء أخر لم نذكرها هنا فلتنظر هناك‏.‏

ومن شعر الملك المؤيد في مليح اسمه حمزة‏:‏ البسيط اسم الذي أنا أهواه وأعشقه ومن أعوذ قلبي من تجنيه تصحيفه في فؤادي لم يزل أبدًا وفوق وجنته أيضًا وفي فيه وتوفي الشيخ الصالح المعتقد ياقوت بن عبد الله الحبشي الشاذلي تلميذ الشيخ العارف بالله وكان شيخًا صالحًا مباركًا ذا هيبة ووقار وسمت وصلاح وله أحوال وكرامات‏.‏

وقبره بالإسكندرية يقصد للزيارة‏.‏

وتوفي الشيخ الصالح عبد العال خليفة الشيخ أحمد البدوي وخادمه بقرية طنتتا بالغربية من أعمال القاهرة في ذي الحجة‏.‏

فكان له شهرة بالصلاح ويقصد للزيارة والتبرك به وذفن بالقرب من الشيخ أحمد البدوي الجميع في موضع واحد غير أن كل مدفن في محل واحد على حدته‏.‏

وخلفاء مقام الشيخ أحمد البدوي من ذرية أخيه لم يبلغنا من كراماته شيء‏.‏

وتوفي القاضي الرئيس فخر الدين محمد بن فضل الله ناظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية في يوم الأحد سادس عشر شهر رجب‏.‏

قال الشيخ صلاح الدين‏:‏ كان متأهلًا عمره لما كان نصرانيًا‏.‏

ولما أسلم حكى الشيخ فتح الدين بن سيد الناس عن خاله القاضي شرف الدين بن زنبور قال‏:‏ هذا بن أختي مضى عمره متعبدًا لأننا لما كنا نجتمع على الشراب في ذلك الدين كان يتركنا وينصرف فنتفقده إذا طالت غيبته فنجده واقفًا يصلي‏.‏

ولما ألزموه بالإسلام هم بقتل نفسه بالسيف وتغيب أيامًا‏.‏

ثم أسلم وحن إسلامه إلى الغاية ولم يقرب نصرانيًا بعد ذلك ولا آواه ولا اجتمع به وحج غير مرة وزار القدس غير مرة‏.‏

وقيل إنه في آخر عمره كان يتصدق في كل شهر بثلاثة آلاف درهم وبنى مساجد كثيرة بالقاهرة وعمر أحواضًا كثيرة في الطرقات وبنى بنابلس مدرسة وبالرملة بيمارستانًا‏.‏

قال‏:‏ وأخبرني القاضي شهاب الدين بن فضل الله أنه كان حنفي المذهب ثم قال‏:‏ وكان فيه عصبية شديدة لأصحابه وانتفع به خلق كثير في الدولة الناصرية لوجاهته عند أستاذه وإقدامه عليه‏.‏

قال الصلاح‏:‏ أما أنا فسمعت السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون يقول يومًا في خانقاه سرياقوس لجندي واقف بين يديه يطلب إقطاعًا‏:‏ لا تطول والله لو أنك بن قلاوون ما أعطاك القاضي فخر الدين خبزًا يعمل أكثر من ثلاثة آلاف درهم وقد ذكرنا من أحواله أكثر من هذا في المنهل الصافي‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين سوتاي صاحب ديار بكر بالموصل في هذه السنة وكان ملكًا جليلًا ذا رياسة ووقار وعمر طويلًا وكان من أجل ملوك ديار بكر‏.‏

وتوفي شيخ القراء في زمانه برهان الدين إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الربعي الجعبري في شهر رمضان‏.‏

وكان من أعيان القراء في زمانه‏.‏

وتوفي شيخ القراءات أيضًا صدرالدين أحمد بن محمد بن عبد الله الدندري الشافعي في جمادى الآخرة‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين ألجاي بن عبد الله الناصري الدوادار‏.‏

كان من مماليك الملك الناصر محمد وجعله دوادارًا صغيرًا جنديًا مع الأمير أرسلان الدوادار فلما توفي أرسلان استقل ألجاي المذكور بالدوادارية الكبرى عوضه على إمرة عشرة مدة سنين ثم أعطاه إمرة طبلخاناه‏.‏

قال الإمام خليل بن أيبك في تاريخه‏:‏ وأما اسمه في العلامة فما كتب أحد أحسن منه‏.‏

وكان خبيرًا عارفًا عفيفًا خيرًا طويل الروح‏.‏

وكان يحب الفضلاء ويميل إليهم ويقضي حوائجهم وينامون عنده ويبحثون ويسمع كلامهم ويتعاطى معرفة علوم كثيرة‏.‏

ومع هذا كان لا بد في خطه أن يؤنث المذكر‏.‏

وعمر له دارًا على الشارع خارج بابي زويلة غرم على بوابتها مائة ألف درهم فلم تستكمل حتى مرض ونزل إليها من القلعة مريضًا فأقام بها إلى أن مات‏.‏

وولي الدوادارئة من بعده الأمير صلاح الدين يوسف‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وست أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏

والله أعلم‏.‏

السنة الرابعة والعشرون من سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة على مصر وهي سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي القاضي قطب الدين موسى بن أحمد بن الحسين ناظر جيش دمشق ورئيسها المعروف بابن شيخ السلامية عن اثنتين وتسعين سنة وكان نبيلًا فاضلًا وفور الحرمة‏.‏

وتوفي قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الحموي الشافعي في حادي عشر جمادى الأولى وهو معزول بعد ما عمي‏.‏

مولده بحماة في سنة تسع وثلاثين وستمائة وهو والد قاضي قضاة الديار المصرية عز الدين عبد العزيز بن جماعة‏.‏

وكان إمامًا عالمًا مصنفًا أخذ النحو عن ابن مالك وأفتى قديمًا وعرضت فتواه على الشيخ محيي الدين النووي فاستحسن ما أجاب به‏.‏

وتولى قضاء القدس والخطابة بها‏.‏

ثم نقل إلى مصر فولي قضاءها بعد عزل تقي الدين بن بنت الأعز في أوائل سنة تسعين وستمائة‏.‏

ثم وقع له أمور حكيناها في ترجمته في تاريخنا المنهل الصافي‏.‏

ومن شعره‏:‏ مخلع البسيط ارض من الله ما يقدره أراد منك المقام أو نقلك وحيثما كنت ذا رفاهية فاسكن فخير البلاد ما حملك وتمم هذه الأبيات الحافط شهاب الدين أحمد بن حجر فقال رحمه الله‏:‏ وحسن الخلق واستقم فمتى أسأت أحسن ولا تطل أملك من يتق الله يؤته فرجًا ومن عصاه ولا يتوب هلك قلت‏:‏ والبيت الثاني من قول ابن جماعة مأخوذ من قول المتنبي ولكن فاته الشنب وهو‏:‏ الطويل وكل امرىء يبدي الجميل محبب وكل مكان ينبت العز طيب وتوفي الشيخ الإمام المؤزخ الفقيه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن عبادة البكري النويري الشافعي صاحب التاريخ المعروف بتاريخ النويري في يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان‏.‏

كان فقيهًا فاضلًا مؤرخًا بارعًا وله مشاركة جيدة في علوم كثيرة وكتب الخط المنسوب‏.‏

قيل إنه كتب صحيح البخاري ثماني مرات وكان يبيع كل نسخة من البخاري بخطه بألف درهم وكان يكتب في كل يوم ثلاث كراريس وتاريخه سماه‏:‏ منتهى الأرب في علم الأدب في ثلاثين مجلدًا‏.‏

رأيته وانتقيته ونقلت منه بعض شيء في هذا التاريخ وغيره‏.‏

ومات وهو من أبناء الخمسين‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين بكتمر بن عبد الله الركني الساقي الناصري بعد ابنه أحمد بثلاثة أيام في عاشر المحرم وحمل إلى نخل فدفن بها واتهم الملك الناصر أنه اغتالهما بالسم‏.‏

وقد تقدم ذكر ذلك كله مفصلًا في ترجمة الملك الناصر غير أننا نذكره هنا تنبيهًا على ما تقدم ذكره‏.‏

كان أصل بكتمر من مماليك الملك المظفر بيبرس الجاشنكير ثم انتقل إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون لعله بالخدم فإن أستاذه المظفر بيبرس كان أمره عشرة في أواخر دولته ولولا أنه أعتقه ما أمره فعلى هذا يكون عتيق المظفر‏.‏

والله أعلم‏.‏

ويقوي ما قلته ما سنذكره وهو أن بكتمر هذا حظي عند الملك الناصر لجمال صورته وجعله ساقيًا‏.‏

وكان غريبًا في بيت السلطان‏:‏ لأنه لم يكن له خشداش فكان هو وحده وسائر الخاصكية حربًا عليه‏.‏

وعظمت مكانته عند السلطان حتى تجاوزت الحد‏.‏

قال الصلاح الصفدي‏:‏ كان يقال‏:‏ إن السلطان وبكتمر لا يفترقان إما أن يكون بكتمر عند السلطان وإما أن يكون السلطان عند بكتمر‏.‏

انتهى كلام الصفدي باختصار‏.‏

قلت‏:‏ ووقع لبكتمر هذا من العظمة والقرب من السلطان ما لم يقع لغيره من أبناء جنسه‏.‏

وقد استوعبنا أمره في المنهل الصافي مستوفى حيث هو كتاب تراجم الأعيان وليس لذكره هنا إلا الاختصار إذ هذا الكتاب موضوع للإطناب في تراجم ملوك مصر لاغير ومهما كان غير ذلك يكون على سبيل الاستطراد والضميمة لحوادث الملك المذكور لا غير فيكون الاختصار فيما عدا ملوك مصر أرشق وإلا يطل الشرح في ذلك حتى تزيد عدة هذا الكتاب على مائة مجلد وأكثر‏.‏

وقد سقنا أيضًا من ذكر بكتمر في أصل ترجمة الملك الناصر قطعة جيدة فيها كفاية في هذا الكتاب فلتنظر هناك‏.‏

الماء القديم ثلاث أذرع وثماني أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة والعشرون من سلطنة الناصر الثالثة وهي سنة أربع وثلاثين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير سيف الدين ألماس بن عبد الله الناصري حاجب الحجاب بالديار المصرية في محبسه خنقًا في ليلة ثاني عشر صفر وحمل من الغد حتى دفن بجامعه بالشارع خارج بابي زويلة‏.‏

وكان من مماليك الناصر محمد اشتراه ورقاه وأمره وجعله جاشنكيره ثم ولاه الحجوبية فصار في محل النيابة لشغور منصب النيابة في أيامه فكان أكابر الأمراء يركبون في خدمته ويجلس في باب القلعة وتقف الحجاب في خدمته‏.‏

ولا زال مقربًا عند السلطان حتى قبض عليه لأمور بلغته عنه‏:‏ منها أنه كان اتفق مع بكتمر الساقي على قتل السلطان ومنها محبته لصبي من أولاد الحسينية وتهتكه بسببه وغير ذلك‏.‏

ولما حبسه السلطان منعه الطعام والشراب ثلاثة أيام ثم خنقه‏.‏

وقد تقدم ذكره في أصل ترجمة الملك الناصر بعد عوده من الحجاز نبذة أخرى يعرف منها أحواله‏.‏

وكان ألماس غتميًا لا يعرف بالعربية شيئًا‏.‏

وكان كريمًا ويتباخل خوفًا من الملك الناصر‏.‏

ولما مات وجد له أشياء كثيرة‏.‏

وتوفي الأمير علم الدين سليمان بن مهنا بن عيسى ملك العرب وأمير آل فضل في خامس عشرين ربيع الأول وتولى الإمرة بعده سيف بن فضل بن عيسى ابن مهنا‏.‏

وتوفي السلطان الملك الظاهر أسد الدين عبد الله بن الملك المنصور نجم الدين أيوب ابن الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول ملك اليمن بعد ما قبض عليه الملك المجاهد بقلعة دملوه وصار الظاهر هذا يركب في خدمة المجاهد ثم سجنه المجاهد مدة شهرين وخنقه بقلعة تعز‏.‏

وتوفي قاضي حماة نجم الدين عمر بن محمد بن عمر بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد المعروف بابن العديم الحلبي الأصل الحنفي عن خمس وأربعين سنة وهو من بيت علم ورياسة وفضل‏.‏

وتوفي الأمير طغاي تمر بن عبد الله العمري الناصري أحد مماليك الملك الناصر وزوج ابنته في ليلة الثلاثاء ثامن عشرين شهر ربيع الأول‏.‏

وكان من أجل مماليك الناصر وأمرائه وأحد خواصه‏.‏

وتوفي الأمير سوسون بن عبد الله الناصري أحد مقدمي الألوف بديار مصر وأخو الأمير قوصون في ليلة الجمعة رابع عشر جمادى الأولى‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم الحافظ ذو الفنون فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس اليعمري الإشبيلي في شعبان‏.‏

كان إمامًا حافظًا مصنفًا صنف السيرة النبوية وسماه كتاب عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ومختصر ذلك سماه نور العيون وكتاب تحصيل الإصابة في تفضيل الصحابة والنفح الشذي في شرح جامع الترمذي وكتاب بشرى اللبيب بذكرى الحبيب‏.‏

وكان له نظم ونثر علامة فهيمًا حافظًا متقنًا‏.‏

ومن شعره قصيدته التي أولها‏:‏ الكامل عهدي به والبين ليس يروعه صبًا براه نحوله ودموعه لا تطلبوا في الحب ثأر متيم فالموت من شرع الغرام شروعه عن ساكن الوادي سقته مدامعي حدث حديثًا طاب لي مسموعه أفدي الذي عنت البدور لوجهه إذ حل معنى الحسن فيه جميعه البدر من كلف به كلف به والغصن من عطف عليه خضوعه لله حلوي المراشف واللمى حلو الحديث ظريفه مطبوعه دارت رحيق لحاظه فلنا بها سكر يجل عن المدام صنيعه يجني فأضمر عتبه فإذا بدا فجماله مما جناه شفيعه وتوفي الأمير قرطاي بن عبد الله الأشرفي نائب طرابلس وقد جاوز ستين سنة في ثامن عشرين وتوفي الأمير سيف الدين بلبان بن عبد الله المعروف بطرنا نائب صفد في حادي عشرين ربيع الأول‏.‏

وكان أميرًا شجاعًا مقدامًا‏.‏

وتوفي قاضي القضاة جمال الدين أبو الربيع سليمان بن الخطيب مجد الدين عمر بن عثمان الأذرعي الشافعي المعروف بالزرعي في سادس صفر بالقاهرة وهو قاضي العسكر بها‏.‏

وكان فقيهًا عالمًا‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين خاص ترك بن عبد الله الناصري أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية في شهر رجب بدمشق وكان من خواص مليك الملك الناصر محمد بن قلاوون‏.‏

وتوفي الشيخ مجد الدين حرمي بن قاسم بن يوسف العامري الفاقوسي الفقيه الشافعي في ذي الحجة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وثماني أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة السادسة والعشرون من سلطنة الناصر الثالثة وهي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الخازن والي القاهرة وهو معزول في يوم السبت ثامن جمادى الآخرة عن نحو تسعين سنة‏.‏

وأصله من مماليك الملك المنصور قلاوون وترقى حتى صار خازنًا ثم شاد الدواوين ثم ولي الكشف بالبهنسا بالوجه القبلي ثم ولي القاهرة وشد الجهات وأقام عدة سنين‏.‏

وكان حسن السيرة وإليه ينسب حكر الخازن خارج القاهرة على بركة الفيل وتربته بالقرب من قبة الإمام الشافعي بالقرافة‏.‏

وتوفي الأمير صلاح الدين طرخان ابن الأمير بدر الدين بيسري بسجن بالإسكندرية في جمادى الأولى بعد ما أقام بالسجن أربع عشرة سنة‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام الحافظ المؤرخ قطب الدين أبوعلي عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري الحنفي‏.‏

ومولده في سنة أربع وستين وستمائة‏.‏

وكان بارعًا في فنون صاحب مصنفات منها شرحه لشطر صحيح البخاري وتاريخ مصر في عدة مجلدات بيض أوائله ولم أقف عليه إلى الآن وخرج لنفسه أربعين تساعيات‏.‏

وهو ابن أخت الشيخ نصر المنبجي وبخاله كان يعرف وانتفع بصحبته‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام المجود العلامة محمد بن بكتوت الظاهري القلندري الحنفي بطرابلس في خامس عشر ربيع الأول وكان كاتبًا مجودًا‏.‏

ذكر أنه كتب على بن الوحيد وكان يضع المحبرة على يده اليسرى والمجلدة في يده من كتاب الكشاف للزمخشري ويكتب منه ماشاء وهو يغني فلا يغلط وكان أولًا خصيصًا عند الملك المؤيد صاحب حماة وأقام عنده مدة ثم طرده عنه‏.‏

وتوفي الشيخ الواعظ شمس الدين الحسين بن أسد بن المبارك بن الأثير بمصر في جمادى الآخرة‏.‏

وكان فقيهًا يعظ الناس وعليه قابلية‏.‏

وتوفي القاضي زين الدين عبد الكافي بن ضياء الدين علي بن تمام الأنصاري الخزرجي السبكي بالمحلة الكبرى وهو على قضائها‏.‏

وكان فقيهًا بارعًا‏.‏

وتوفي الشيخ بهاء الدين محمود بن الخطيب محيي الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن عقيل السلمي شيخ الكتاب في زمانه المعروف بابن خطيب بعلبك بدمشق في شهر ربيع الأول‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم لم يحرر‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏

السنة السابعة والعشرون من سلطنة الناصر محمد الثالثة فيها توفي القان بوسعيد ابن القان محمد خربندا بن القان أرغون بن القان أبغا بن القان الطاغية هولاكو ملك التتار وصاحب العراق والجزيرة وأذربيجان وخراسان والروم وأطراف ممالك ما وراء النهر في شهر ربيع الآخر وقد أناف على ثلاثين سنة‏.‏

وكانت دولته عشرين سنة لأن جلوسه على تخت الملك كان في أول جمادى الأولى سنة سبع عشرة وسبعمائة بمدينة السلطانية وعمره إحدى عشرة سنة‏.‏

وبو سعيد اسم غير كنية بضم الباء ثانية الحروف وسكون الواو‏.‏

وسعيد معروف لا حاجة لتعريفه ومن الناس من يقول بو صعيد بالصاد المهملة‏.‏

وكان بو سعيد المذكور ملكًا جليلًا مهابًا كريمًا عاقلًا ولديه فضيلة ويكتب الخط المنسوب ويجيد ضرب العود والموسيقى وصنف في ذلك قطعًا جيدة في أنغام غريبة من مذاهب النغم‏.‏

وكان مشكور السيرة أبطل في سلطنته عدة مكوس وأراق الخمور من بلاده ومنع الناس من شربها وهدم الكنائس وورث ذوي الأرحام فإنه كان حنفيًا وهو آخر ملوك التتار من بني جنكزخان ولم يقم للتتار بعد موته قائمة إلى يومنا هذا‏.‏

وتوفي الأمير جمال الدين آقوش بن عبد الله الأشرفي المعروف بنائب الكرك محبوسًا بثغر الإسكندرية في يوم الأحد سابع جمادى الأولى‏.‏

وأصله من مماليك الملك المنصور قلاوون وأضافه قلاوون إلى ولده الأشرف خليل وجعله أستاداره فعرف بالأشرفي واستمر بخدمة الملك الأشرف إلى أن تسلطن أمره ثم ولاه نيابة الكرك‏.‏

قيل‏:‏ إنه ماولي نيابة الكرك إلا في سلطنة الملك الناصر الثانية وهو الأقوى‏.‏

وقد مر من ذكر آقوش هذا أشياء كثيرة في ترجمة المظفر بيبرس وعند قدوم الملك الناصر إلى الكرك لما خلع نفسه وغير ذلك‏.‏

وكان آقوش أميرًا جليلًا معظمًا وكان يقوم له الملك الناصر لما يدخل عليه وهو جالس على تخت الملك أمام الخدم‏.‏

وطالت أيامه في السعادة وله مآثر كثيرة‏.‏

وهو صاحب الجامع الذي بآخر الحسينية بالقرب من كوم الريش وهو إلى الآن عامر وما حوله خراب‏.‏

وتوفي الأمير أيتمش بن عبد الله المحمدي نائب صفد في ليلة الجمعة سادس عشرين ذي الحجة‏.‏

وكان من مماليك الملك الناصر محمد ومن خواصه وهو أحد من كان يندبه الناصر وهو بالكرك لمهماته ولما تسلطن أمره ثم ولاه نيابة صفد وغيرها إلى أن مات‏.‏

وكان أميرًا عارفًا كاتبًا فاضلًا عاقلًا مدبرًا متواضعًا كريمًا‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين إيناق بن عبد الله الناصري أحد مقدمي الألوف في ثامن عشرين شعبان وكان أيضًا من خواص الملك الناصر محمد بن قلاوون ومن أكابر مماليكه‏.‏

وتوفي شيخ الكتاب عماد الدين محمد بن العفيف محمدبن الحسن الأنصاري الشافعي المعروف بابن العفيف صاحب الخط المنسوب‏.‏

كتب عدة مصاحف بخطه‏.‏

وكان إمامًا في معرفة الخط وعنده فضائل وله نظم ونثر وخطب تصدى للكتابة مدة طويلة وانتفع به عامة الناس‏.‏

وكان صالحًا دينًا خيرًا فقيهًا حسن الأخلاق‏.‏

مات بالقاهرة ودفن بالقرافة وله إحدى وثمانون سنة‏.‏

وتوفي القاضي عماد الدين إسماعيل بن محمد بن الصاحب فتح الدين عبد الله ابن محمد القيسراني كاتب حلب في ذي القعدة‏.‏

وتوفي الشيخ تقي الدين سليمان بن موسى بن بهرام السمهودي الفقيه الشافعي الفرضي العروضي الأديب‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمسة أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا‏.‏

والوفاء يوم النوروز‏.‏

السنة الثامنة والعشرون من سلطنة الناصر محمد الثالثة وهي سنة سبع وثلاثين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير عز الدين أيدمر الخطيري المنصوري أحد أمراء الألوف بالديار المصرية في يوم الثلاثاء أول شهر رجب بالقاهرة‏.‏

وأصله من مماليك الخطير الرومي والد أمير مسعود ثم انتقل إلى ملك المنصور قلاوون فرقاه حتى صار من أجل الأمراء البرجية‏.‏

ثم ترقى في الدولة الناصرية وولي الأستادارية‏.‏

ثم وقع له أمور وقبض عليه السلطان الملك الناصر محمد في سلطنته الثالثة ثم أطلقه وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف وزيادة إمرة عشرين فارسًا وصار معظمًا عند الناصر ويجلس رأس الميسرة وبقي أكبر أمراء المشورة‏.‏

وكان لا يلبس قباء مطرزًا ولا يدع عنده أحدًا يلبس ذلك‏.‏

وكان أحمر الوجه منور الشيبة كريمًا جدًا واسع النفس على الطعام‏.‏

حكي أن أستاداره قال له يومًا‏:‏ يا خوند هذا السكر الذي يعمل في الطعام ما يضر أن نعمله غير مكرر فقال‏:‏ لا فإنه يبقى في نفسي أنه غير مكرر فلا تطيب ولما مات خلف ولدين أميرين‏:‏ أمير علي وأمير محمد‏.‏

وهو من الأمراء المشهورين بالشجاعة والدين والكرم وهو الذي عمر الجامع برملة بولاق على شاطىء النيل والربع المشهور وغرم عليه جملة مستكثرة فلما تم أكله البحر ورماه فأصلحه وأعاده في حياته‏.‏

وقد تقدم ذكر بنائه لهذا الجامع في أصل ترجمة الملك الناصر وسبب مشتراه لموضع الجامع المذكور وتاريخ بنائه‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين أزبك بن عبد الله الحموي في يوم الأربعاء خامس عشرين شعبان على مدينة آياس وقد بلغ مائة سنة فحمل إلى حماة ودفن بها‏.‏

وكان مهابًا كثير العطاء طالت أيامه وتوفي الشيخ المعتقد الصالح محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم المرشدي صاحب الأحوال والكرامات والمكاشفات بناحية منية مرشد في ثامن شهر رمضان‏.‏

وكان للناس فيه اعتقاد حسن ويقصد للزيارة‏.‏

وتوفي الشيخ قطب الدين إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل الثعلبي الأدفوي في يوم عرفة بأدفو‏.‏

وكان فقيهًا فاضلًا بارعًا ناظمًا ناثرًا‏.‏

وتوفي الشيخ المحدث تقي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد اليونيني البعلبكي الحنبلي‏.‏

ومولده سنة سبع وستين وستمائة ذكره الحافظ أبو عبد الله الذهبي في معجمه وأثنى عليه‏.‏

وتوفي الشيخ ناصر الدين محمد بن الشيخ المعتقد إبراهيم بن معضاد الجعبري الواعظ بالقاهرة في يوم الاثنين رابع عشرين المحرم‏.‏

وكان يعظ الناس وجلس مكان والده الشيخ إبراهيم الجعبري وكان لوعظه رونق وهو من بيت صلاح ووعظ‏.‏

وتوفي المسند المعمر مسند الديار المصرية شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسي المعروف بابن المصري بالقاهرة عن نيف وتسعين سنة‏.‏

وتوفي الشيخ كمال الدين أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الحويزاني شيخ خانقاه سعيد أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وثماني عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست عشرة إصبعًا‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏